أثناء وجوده في موسكو، اقترح وفد من جمهورية الصين الشعبية على « روس كوسموس » إنشاء كوكبة ساتلية متعددة المستويات، على أساس متكافئ، لتوفير وصول واسع النطاق إلى الإنترنت، حسبما أفاد مصدر « ريا نوفوستي » في قطاع صناعة الصواريخ والفضاء، الأحد.
من المعروف أن الصين تدرس إنشاء نظام ساتلي وطني، من حوالي ألف مركبة فضائية على مدار منخفض ومتوسط وثابت، كنوع من الاستجابة لنظام OneWeb البريطاني، الذي بدأ إنشاؤه للتو.
وفي الصدد، قال الشريك الإداري لشركة « أشمانوف وشركاه »، إيغور أشمانوف، لـ »فزغلياد »: » حاجة أكبر دولة في العالم إلى كوكبة من الأقمار الصناعية التي توفر الإنترنت، مفهومة. ما زلنا لا نملك رابطًا في عدد كبير جدًا من البلدات والقرى الصغيرة. توفير الإنترنت السريع، والبث التلفزيوني والاتصالات الهاتفية في كل ركن من أركان البلاد شيء مفيد للغاية ».
وثمة جانب سياسي للمسألة، وفقا لأشمانوف. فـ « مشاريع توصيل الإنترنت مباشرة من السماء إلى جميع دول العالم لها دافع عام وليست عملا تجاريا. إن الدافع الرئيس لإنشاء اتصال ساتلي مع الإنترنت للعالم كله هو استمرار « الاستعمار الرقمي ».. للوصول الى سكان جميع الدول التي يعتبرونها استبدادية وتجاوز الحكومات الوطنية ».
وأضاف: « هناك الآن بين الإنترنت من الولايات المتحدة، والحروب المعلوماتية والسيبرانية التي تقودها الولايات المتحدة، والسكان، مخدّمات وطنية وسيطة. وهي تخضع للتشريعات المحلية، لا سيما فيما يتعلق بفلترة المحتوى، سواء لدينا أو في الصين. ومن الأقمار الصناعية، ما عليك سوى إتاحة الإنترنت إلى كل من يريد التقاطه. ومن غير المهم إن كان يدفع مقابل هذا الإنترنت أم لا. لأن الفكرة الرئيسية هي تقديم المحتوى، وتجاوز الحكومة الوطنية. مباشرة إلى الدماغ ».
إنشاء نظام ساتلي مشترك مع الصين، يتلاءم مع مفهوم إنشاء شبكة إنترنت بديلة، الذي أعربت عنه مؤخرا وزارة الخارجية الروسية. لقد فكرت روسيا بالفعل في إنشاء منافس لـ OneWeb حتى قبل اقتراح الصين على « روس كوسموس ». ففي شهر مايو، عُرض في موسكو نظام الأقمار الصناعية « الأثير »، المصمم لتوفير وصول واسع النطاق إلى الإنترنت.
ولكن إذا كانت لدى موسكو خطط لإنشاء نظام خاص بها، فما مصلحتها في الاقتراح الصيني؟ يجيب أشمانوف: « »هذه مسألة حسابات اقتصادية، واتفاقات سياسية. من الناحية الاقتصادية، من الأسهل بكثير تقاسم عبء مثل هذا الإنفاق الضخم المطلوب على نظام الأقمار الصناعية.. أما بالنسبة للجزء السياسي، فالصينيون حلفاء لنا واضحون وليسوا سيئين ».
Soyez le premier à commenter