أنشأ العلماء روبوتا يزرع في الجسم لعلاج عيب خلقي نادر يمنع الطعام من الوصول إلى معدة الطفل.
ويولد حوالي واحد من كل 4 آلاف طفل مع رتق المريء في الولايات المتحدة وأوروبا، وهي حالة خطيرة قاتلة إذا لم يتم علاجها.
ويعرف رتق المريء بأنه عاهة جسدية خلقية تتمثل بعدم نمو المريء بشكل سليم، حيث يكون جزء المريء العلوي مسدودا وجزؤه السفلي، في أغلب الأحيان، مرتبطا مباشرة بالقصبة الهوائية، مما يعني أن الغذاء لا يمكنه المرور من الحلق إلى المعدة.
ويعتمد الأطباء حاليا تقنية فوكر لعلاج هذه الحالة، والتي تنطوي على الربط بين طرفي المريء لتحفيز نموهما باتجاه بعضهما، ومع ذلك، فإن هذه التقنية لا تخلو من المخاطر، لكن الباحثين الآن، في جامعة شيفيلد ومستشفى بوسطن للأطفال وكلية الطب بجامعة هارفارد، طوروا نموذجا ثوريا لروبوتات تحفز نمو الأنسجة لدى الأطفال.
والروبوت جهاز صغير يعلق على المريء عن طريق حلقتين، ويتضمن محركا يحفز الخلايا على النمو في الأعضاء الداخلية التالفة بلطف.
وبالاعتماد على نوعين من أجهزة الاستشعار، واحد لقياس التوتر في الأنسجة، والآخر لقياس نموها، يراقب الروبوت ويطبق عملية جرّ الأنسجة اعتمادا على خصائصها.
وقامت الدكتورة دانا داميان، من قسم التحكم الآلي وهندسة النظم في جامعة شيفيلد في إنكلترا، وفريقها من مستشفى بوسطن للأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية، بإنشاء الجهاز.
وقالت الدكتورة داميان: « الأطباء يطبقون تقنية فوكر نظرا لإدراكهم أن بالإمكان إطالة الأنسجة عن طريق سحبها، ولكن من غير المعروف مقدار القوة التي يجب تطبيقها لإطالة هذه الأنسجة ».
وعلى الرغم من أن هذه التقنية تعد واحدة من أفضل العلاجات المعتمدة في رتق المريء، إلا أن الأطباء يميلون أحيانا إلى إجراء جراحة قد تتطلب عمليات متكررة، يمكن أن تسبب مشاكل صحية أخرى للمريض في المستقبل.
وتوضح داميان أنها وفريقها قاموا بتطوير الروبوت ليعالج هذه الحالة باعتباره قابلا للزراعة، ويمكنه تحفيز نمو الأعضاء الداخلية التالفة، ولا يتدخل في عمل الأعضاء نفسها، كما أنه يقيس القوة التي يجري تطبيقها على الأنسجة مما يتيح تكييفها بشكل لا يؤثر على الطفل المريض، عبر وحدة التحكم خارج الجسم، طوال فترة العلاج.
وباستخدام قدرات الروبوت على المراقبة والتحكم، يمكن للأطباء تغيير طريقة العلاج بما يتناسب مع المريض ويحسن نمو الخلايا.
وتم تصميم الروبوت ليكون لينا ومقاوما للتآكل وقادرا على الاستمرار في العلاج على المدى الطويل.
Soyez le premier à commenter