عثر العلماء عام 1996 في رمال منطقة جنوبي غرب مصر على حجر فريد من نوعه وصفوه بـ « أكثر الأحجار غرابة ».
وأضاف العلماء إلى ذلك الوصف فيما بعد اسما آخر وهو « حجر هيباتيا »، نسبة إلى أول عالمة وفيلسوفة عاشت في الإسكندرية.
وأعلن فريق من العلماء في جنوب أفريقيا في مقال نشروه عام 2015 في مجلة « Geochimica et Cosmochimica Acta » العلمية أن حجر هيباتيا لا يشبه أي نوع من النيازك من ناحية مكوناته.
ثم نشر العلماء مؤخرا مقالا آخر قالوا فيه إن الحجر الغريب يتضمن تراكيب معدنية لم تلاحظ في المنظومة الشمسية إلى الآن.
وقارن العالم « يان كرامرس »، معدّ الدراسة بهذا الشأن، حجر هيباتيا بفطيرة وقعت في الطحين فانشطرت. ويعود منشأ غالبية شظاياه إلى خارج الأرض. أما شقوق الحجر فمليئة بمواد أرضية الأصل، مثلما يملأ الطحين شقوق الفطيرة.
وما أدهش العلماء هو ما يسمى بالهيدروكربونات العطرية التي تشكل أساسا لغبار النجوم الذي نشأ حتى قبل نشوء الشمس، ويمكن العثور عليه أحيانا في داخل بعض المذنبات الجوالة.
ثم جاءت مفاجأة أخرى عندما عثر العالم الروسي غيورغي بيلانين المشارك في الدراسة على عنصر نادر جدا في مكونات الحجر، لا يتوفر على سطح الأرض إلا في داخل فوهات البراكين، وهو الألومنيوم المعدني الصافي. وهناك أدلة أخرى تشهد أن بعض مكونات هيباتيا نشأت قبل المنظومة الشمسية.
وتوصل الخبراء إلى أن الحجر نشأ في ظروف درجة حرارة تقل عن 196 درجة مئوية تحت الصفر. ويعني ذلك أن موطنه هو حزام كويبر الواقع خارج مدار نبتون أو سحابة أورت التي تمتد في الفضاء بين النجوم.
Soyez le premier à commenter