تقطن جزيرة سومطرة سلالة فريدة من حيوانات وحيد القرن التي بدأ عددها ينخفض منذ نحو مليون عام.
ويعيش وحيد القرن « Dicerorhinus sumatrensis » في جزيرة سومطرة وبعض أنحاء شبه جزيرة الملايا وبورنيو.
وقال عالم البيئة هيرمان ميس، من جامعة مارشال في هنتنغتون الولايات المتحدة الأمريكية، إن « تحليل جينوم الحيوان الذي أجريناه أظهر أن العصر الجليدي كله كان وقتا صعبا للغاية بالنسبة إلى سلالات وحيد القرن في سومطرة. وعندما ارتفع منسوب البحر وصارت جزر سوندا معزولة عن القارة الأسيوية تقلص عدد تلك الحيوانات إلى حد بعيد ولم يتعافى من جديد ».
ويتميز هذا الحيوان في أن جلده مغطى بصوف كثيف على غرار الحيوانات التي كانت تعيش في العصر الجليدي. وكانت هذه الحيوانات تقطن سابقا أراضي جنوب شرق آسيا كلها. لكن عددها تقلص اليوم إلى حد خطير (نحو 200 فقط).
وكان عدد هذا النوع من حيوانات وحيد القرن منذ مليون عام قد بلغ نحو 60 ألفا.
لكن المنطقة شهدت منذ 700-800 ألف عام كارثة كبيرة أدت إلى تقلص أعداد الحيوانات بمقدار 5-6 مرات.
وقبل قدوم العصر الجليدي الأخير (منذ 25-35 ألف عام)، أسفرت تلك العملية عن انخفاض عدد الحيوانات إلى 10 آلاف تقريبا. وبعد انحسار الجليد وارتفاع منسوب البحر (منذ 15 ألف عام)، تقلص عددها حتى 700 حيوان.
ويعتقد علماء البيئة أن السبب الرئيس في تقلص عدد تلك الحيوانات في الأعوام الأخيرة يكمن في الصيد غير الشرعي، علما أن قرن الحيوان يعد أحد المكونات الغالية للعقاقير الصينية التقليدية.
وتدل قصة حياتها على تعرض هذا النوع من حيوانات وحيد القرن لتأثير التقلبات المناخية. ما يدفع العلماء إلى اتخاذ إجراءات وقائية للحيلولة دون انقراضها، حيث يفكرون حاليا في استنساخها.
Soyez le premier à commenter