كشفت المندوبية السامية للتخطيط أن 995 ألف طفل، من الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنوات، قد استفادوا من التعليم الأولي؛ أي بنسبة تردد على التعليم الأولي تصل إلى 48.7 بالمائة.
واستنادا إلى المعطيات التي كشف عنها المندوب السامي، أحمد لحليمي، فإن التعليم الأولي يقلص الهدر المدرسي بمقدار النصف، ويحسن النجاح بما لا يقل عن 50 في المائة على امتداد المسار التعليمي، كما يزيد بصورة ملحوظة من الرأسمال البشري وأمد الحياة الدراسية.
ويستحوذ قطاع التعليم العصري كالحضانة، وروض الأطفال، على أكبر نصيب من المتمدرسين، بنسبة 93.3 في المائة، مقارنة بقطاع التعليم التقليدي كالكتاب والمسيد الذي لا يمثل سوى 6.7 في المائة، إلا أن قطاع التعليم الأولي يهم أقل من 60 بالمائة من الأطفال في سن يسمح بذلك، كما أنه بدأ يعرف تغيرات هيكلية تكرس طابعه الانتقائي.
ويستقبل القطاع الخاص 94.5 بالمائة من الأطفال المستفيدين من التعليم الأولي، مقابل 5.5 بالمائة للقطاع العمومي، في حين يبدأ ولوج الأطفال من ثلاث سنوات إلى خمسة للتعليم الأولي انطلاقا من عمر متوسط يبلغ 3.3 سنة، مما يفرز مدة تمدرس أولي تبلغ عاما ونصف العام في المتوسط.
وتصل نسبة التمدرس بالتعليم الأولي، المحسوبة بالنسبة للفئة العمرية من ست إلى سبع سنوات، والتي أتمت نظريا مرحلة التعليم الأولي، إلى 64,8 بالمائة، كما يبلغ سن الالتحاق بالتعليم الأولي في المتوسط 7,3 سنة في هذه الحالة، في الوقت الذي تبلغ فيه المدة التي يتم قضاؤها بالتعليم الأولي من طرف الفئة العمرية نفسها ما معدله 3.2 سنة في المتوسط، بحسب نتائج البحث الذي أجرته مندوبية التخطيط.
بالنسبة للوسط القروي، تشير نتائج هذا البحث إلى أن الولوج إلى التعليم الأولي يتحسن كلما تقلصت المسافة الفاصلة بين التجمعات السكنية والطريق من جهة، ونقاط الماء من جهة أخرى، حيث سجل البحث أن نسبة تمدرس أطفال السكان القرويين الذين يتوفرون على الماء بمساكنهم بالتعليم الأولي تصل إلى 28.2 في المائة، وهي نسبة تفوق بثلاث مرات تلك المسجلة لدى أطفال الأسر القروية التي تبعد عن نقاط الماء بأكثر من كيلومتر واحد، حيث لا تتجاوز 7.6 في المائة.
وتصل نسبة التمدرس بالتعليم الأولي للأطفال القرويين الذين يبعدون عن الطريق بأقل من كيلومتر واحد، إلى 26.6 بالمائة، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف النسبة المسجلة بين أقرانهم الذين يبعدون عن الطريق بأكثر من ثلاثة كيلومترات، والذين لا يمثلون سوى 8.6 في المائة.
نتائج البحث أظهرت أيضا أن التعليم الأولي يحفز على الولوج إلى المدرسة، حيث إن الولوج إلى التعليم الابتدائي هو أكبر لدى الأطفال الذين استفادوا من التعليم الأولي، كيفما كان فوجهم، مقارنة مع أولئك الذين لم يستفيدوا منه، في حين إن الولوج إلى المدرسة بالنسبة لكل الأجيال أكبر بـ 1.6 مرة لدى أولئك الذين تلقوا تعليما أوليا بما يفوق 80 في المائة، مقارنة مع الذين لم يتلقوه والذين تبلع نسبتهم 47.6 في المائة، ويقل هذا الفرق مع مرور الوقت إلا أنه يظل قائما، حيث إنه في سنة 2014 تجاوزت نسبة تمدرس الأطفال بين 7 و12 سنة، الذين تلقوا تعليما أوليا، 97.6 في المائة، في حين لم تتعدى النسبة المسجلة لدى أقرانهم الذين لم يستفيدوا منه 5.3 بالمائة.
وتبرز نتائج البحث لسنة 2014 أن أكثر من نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و5 سنوات لم يترددوا بعد على أي مؤسسة للتعليم الأولي لأسباب عدة؛ منها جنس الطفل وعمره ومميزاته الأسرية والاجتماعية.
وتحدد مميزات مجتمعية أخرى الولوج إلى التعليم الأولى، ويتعلق الأمر بوسط الإقامة وفئة السكن والولوج إلى الخدمات الاجتماعية، ذلك أنه في الأوساط التي تفتقر إلى هياكل التعليم الأولي يتم بالضرورة تهميش التعليم الأولي. وتبلغ نسبة التمدرس بالتعليم الأولي بالوسط الحضري 72.6 في المائة، وتفوق بـ 3.7 مرة النسبة المسجلة بالوسط القروي، التي لا تتجاوز 19.6 في المائة.
Soyez le premier à commenter