استهداف معاهد كونفوشيوس في الولايات المتحدة يجلب العار للإدارة الأمريكية ..

 أصدر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بيانًا، يوم الخميس (13 أغسطس)، أعلن فيه إدراج مركز معهد كونفوشيوس الأمريكي ضمن فئة « البعثة الأجنبية »، مدعيًا أن « معاهد كونفوشيوس جزء من القدرة التأثيرية للحزب الشيوعي الصيني وأدواته الدعائية في العالم »، في خطوة تجعل التبادلات الثقافية الطبيعية بين البلدين تنزلق إلى حافة القطيعة الكاملة.

إن مركز معهد كونفوشيوس في واشنطن العاصمة، أنشئ عام 2013م، وقد أشاد به ستيفن كناب رئيس جامعة جورج واشنطن، أول رئيس لمجلس إدارة المركز الأمريكي لمعهد كونفوشيوس، قائلاً، إن إنشاءه يستحق أن يسعد به شعبا البلدين، لأنه سيعزز بشكل أكبر تحسين جودة تعليم اللغة الصينية في الولايات المتحدة، وسيوفر للمزيد من الأمريكيين الذين يرغبون في دراسة اللغة الصينية والاطلاع على الثقافة الصينية المزيد من الفرص، وبالتالي سيكون له تأثير إيجابي في تعزيز التفاهم والصداقة بين الشعبين.

لكن اليوم، تعرض جسر التبادلات الثقافية بين البلدين هذا لعملية قمع وشيطنة من قبل بعض السياسيين الأمريكيين من أصحاب عقلية الحرب الباردة، وهو أمر مفجع بكل تأكيد!  وباعتباره هيئة تعليمية غير ربحية، يسعى معهد كونفوشيوس منذ تدشينه قبل 16 عاماً لتلبية احتياجات شعوب دول العالم لتعلم اللغة الصينية، وتعزيز معرفتها بالثقافة الصينية، ومن منظور عالمي، فإن معهد كونفوشيوس ليس مثالاً استثنائياً، حيث أنشأت كل من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وغيرها من الدول الغربية هيئات لنشر لغاتها وثقافاتها، ويرجع تاريخ إنشائها جميعاً قبل تدشين معهد كونفوشيوس بعشرات السنين، ومن منظور آلية الإدارة، فإن معهد كونفوشيوس يتخذ نمطاً تعليمياً غير ربحي تحت إدارة مشتركة بين الجانب الصيني والجهات المشرفة الأجنبية.

وابتداء من عام 2006، تم تأسيس 81 معهد كونفوشيوس و13 فصل كونفوشيوس على الأراضي الأمريكية، وتضمنت الجهات المشرفة جامعات ستانفورد، وماريلاند، وكاليفورنيا فرع سان فرانسيسكو، وغيرها من الجامعات الأمريكية المرموقة، ما ساهم في تعزيز التفاهم والصداقة بين الشعبين الصيني والأمريكي.وجدير بالذكر أن تصعيد الولايات المتحدة قمع معاهد كونفوشيوس جاء على خلفية الصعوبات غير المسبوقة في العلاقات الصينية الأمريكية، وهي خطوة جديدة من قبل السياسيين الأمريكيين لشن هجوم أيديولوجي ضد الصين.

وليس من الصعب التدليل على هذه الممارسات، التي تبدو واضحة في الترهيب والاستجواب وحتى الاحتجاز غير المعقول للطلاب الصينيين الذين يدرسون في الولايات المتحدة، وإلغاء التأشيرات، والقيود المفروضة على دخول بعض العلماء الصينيين، والقمع والطرد غير المبرر للمنظمات الإعلامية والصحفيين الصينيين في الولايات المتحدة، خلال هذه الفترة الزمنية، لتتوقف التبادلات الإنسانية بين الدولتين تمامًا في ظل العداء المحموم من بعض الساسة الأمريكيين تجاه الصين.

وقد فعلت الحكومة الأمريكية ذلك، لأنها كانت حريصة على تحويل غضب شعبها بسبب فشل إجراءات الوقاية من الوباء إلى الصين، كما أنه جاء في إطار خلق صورة مضللة عن الصين لدى المجتمع الأمريكي لكسب المزيد الأصوات في الانتخابات الوشيكة.إن المكارثية التي تفشت في الولايات المتحدة، منتصف القرن الماضي، وكانت محملة بالعداء والكراهية للشيوعية تعد صفحة قبيحة في تاريخ السياسة الأمريكية الحديثة، بينما يمثل التعاون الصيني الأمريكي في الوقت الراهن ضرورة عصرية، وفيه مصلحة للبلدين أيضاً، وتصرفات بومبيو لنشر نظرية التهديد الصيني وعرقلة التبادلات الثقافية والإنسانية بين الجانبين تسير عكس التيار، ولا تحظى بتأييد شعبي، وستسقط حتماً في مستنقع الفشل.

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*